اسبرطة أو سبارتا وهي مدينة يونانيّة لقيت شهرتها في الحضارات القديمة وتقع بالقرب من نهر يوروتاس في شرق إقليم بيلوبونيز. وكانت تتميّز المدينة بأحكامٍ تدريبيّة صارمة وقاسية لدرجة التلويح ببعض التشبيهات لدى القادة العسكريين أمثال نابليون وغيره بصفات شعبها.
في الفترة التي كان فيها دستور اسبرطة فريداً من نوعه. كانت المدينة تحت حُكم ملكان يعملان معاً.فكانا يتقاسمان مسؤوليات البلاد بكل صدق. وقد تميّزا في الفترة التي كانت اليونان تحت حكم مسؤولين منتخبين.
طقوس مدينة اسبرطة
تمارس المدينة طقوس عند ولادة الأطفال خاصة عند تأهيلهم للخدمة العسكريّة. وكانت النشاطات بمثابة قوانين اسبرطة.على سبيل المثال , وعند ولادة الطفل يتم تنظيفه بالنبيذ لمعرفة ما إذا كان يتمتع بصحة جيدة ومن ثم يتم نقله إلى المنزل.
أما في حالة أن الطفل يعاني من أمراض تعيقه من استمرار الحياة. فإنه يتم الزج به بعيداً عن المدينة وبالفعل سيلقى مصرعه من العطش والجوع.
وأمّا وفي حال بلوغ أطفال اسبرطة سن السابعة. يتم أخذهم من منازلهم والتي هي بمثابة ثكنات تجمع بينهم وبين أطفال آخرين.
بالتالي , يخضع الأطفال إلى مجموعة متنوعة من التدريبات البدنيّة الشاقّة. بما في ذلك التغلّب على البرد والجوع والظروف الغادرة الأخرى.
التدريبات العسكريّة
يتم الإشارة إلى جميع التعليمات العسكرية بالإسم Ago. وهي تعاليم مشهورة بمستوياتها القوية من الإنضباط والفعاليّة.تتصف مهام التدريب العسكريّة بالصرامة والقسوة وفقاً للمعايير الحاليّة. بالتالي تعمل على تحرير الجنود من مشاعر الجبن وربما التعرض إلى العض والركل.
بالتالي أدلت تلك القسوة بوفاة بعض الجنود تحت وطأة التدريب. حيث لم يتمكنوا من اجتياز الإختبارات الملازمة للخدمة.
وتستمر التدريبات العسكريّة حتى بلوغ الجنود الـ 25 عام. والبعض يستمر في الجيش إلى الــ60. بالتالي تشمل أيضاً تدريباتهم المعرفة بكيفيّة حمل السلاح والتلويح وإصابة الأهداف به. وذلك على حسب أقوال Sekund.
عند إتمام مراحل الجيش الخاصة بمدينة اسبرطة. يتزوج الشبّان من الفتيات ثم ينضمون إلى نوادي الطعام والسهرات في الثكنات العامة.
الدّستور
يتمتع دستور اسبرطة بأسلوبٍ خاص وفريد. حيث كان يحكمها ملكان معاً ويتشاركان مسؤوليات وأعمال المدينة.يعتبر الملك ليونيداس أحد أشهر الأسبرطيين المعروفين عبر التاريخ. بالتالي قاد أكثر من 300 جندي في معركة ثيرموبيلاي ضد الجيش الفارسي.
لقد حكم ليونداس اسبرطة لفترة عقد من الزمان. وقد بلغ عمره الــ60 عندما مات في المعركة.حكم كليومينيس اسبارتا لمدة 30 عام وفي الفترة ما بين القرن السادس والخامس قبل الميلاد. وأثبت خلالها أنه كان محرضاً سياسياً واستراتيجيًا.
وفي فترة حكمه, وضع خططاً لإبادة مدينة آرغوس. بالتالي قاد تنظيماً لإتحاد البيلوبونيز في حرب اسبرطة البيلوبونيسية.
حكم أجيس الرابع اسبرطة عندما كان في العشرينيات من عمره ولفترة وجيزة, وتم تقديرها بأربع سنوات فقط.لم يتميّز حكم أجيس بالفطنة العسكرية مثل كليومينيس الأول. ومنذ تولّيه السلطة حدثت العديد من الاضطرابات في المدينة.
على سبيل المثال , فقد الحكم ثقة أهالي المدينة بالإضافة إلى التّخلي عن أهم العادات والتقاليد.بالتالي تلاشت قوة سبارتا تدريجياً وذلك عندما تقاسم الملك أجيس أراضيه مع سبارتانز وبيركلي من أجل توزيع الثروة.
حكم الملوك
لقي أحفاد الملوك في اسبرطة تراجع ملموس في قيادة الحكم. حيث وجد المواطنين أنفسهم يكتسبون قوة كبيرة. أدى ذلك إلى القيام بدور الحكم نيابة عن الملوك. خاصة وبعد أن تم إلغاء حكم الملك كليومينيس الثالث عام 227 قبل الميلاد.
تمثل الحكم الملكي سابقاً القشرة الأكثر نفوذا في القوى السياسية لدى العالم القديم. فقد كانوا طليعة الحكم في قيادة المعارك مع الأسبرطيين.
حياة الإسبرطيين قديماً
بطيبعة الحال , كانت تنقسم فئات المواطنين في اسبرطة إلى طبقاتٍ منفصلة. وشمل ذلك الجنود الّذين كانوا تحت تسمية Lacedaemonians.أمّا البقية من المواطنين غير المتقشفين. فقد كانوا على هيئة Spartans, وكانت لهم كافة السيطرة على المدينة بالداخل.
كان المواطنون الاسبارطيون هم الشرعيّون داخل المدينة. على سبيل المثال , فقد كانوا أعلى طبقة في المملكة.بينما كانت معتقداتهم تدور حول تكفير الذنب أثناء الإنخراط في القيادات العسكرية. وهو ما أدى إلى ظهور العبيد على اللائحة.
اتّصفت حياة الإسبرطيين بالبذخ وحسن التدبير مقارنة بالحضارة اليونانية القديمة. فهي من أوجه التاريخ القديم الأكثر شهرة لليونان وحتى في الحضارات الغربية.
وأمّا الطبقة الثانية من المواطنين, أو ما يسمّى البيريوتشي. لم يتمتّعوا في كامل حقوقهم.
لكنهم على سبيل المثال حظوا بالحرية المطلقة بطريقة اختيارهم لحياتهم. إذ أن البعض منهم سافر للعيش خارج البلاد. وجزء منهم أجيز له امتلاك الأراضي الزراعيّة.
البعض من البيركوتشي استطاعوا الإنضمام إلى الجيش على اعتبارهم قوّة دفاعية إضافية واكتسبوا العديد من مهارات الدّفاع عن النّفس. بالتالي تمثلّت نشاطاتهم أيضاً بالإنضمام للبحريّة لكن برؤى محدودة. حيث لم يتمكنّوا من الزواج من بنات المقشف الأصلي أو حتى التصويت في السّياسة.
الطبقات المختلفة
الطبقة الثّالثة من الشعب هي Helots. وهي بدورها الطبقة الدنيا للمواطنين. ويقال أنها ظهرت ولأول مرة عندما هزم الاسبرطيّون ميسينا في الحرب المسينيّة الأولى.
لقد فرض التاريخ على طبقة Helots أدواراً من البؤس والشقاء داخل مدينة اسبرطة. فكانت أماكن سكنهم محفوفة بالتمرّدات المستمرة.
بالتالي هم بدورهم عبيد المنطقة, لكنّ بعض المستندات التاريخيّة تشير إلى حسن معاملتهم أفضل من باقي العبيد. والذين كانوا يمكثون ببقيّة المناطق من العالم القديم.
كانت أوجه التشابه كبيرة بين الطبقات الإجتماعية في الحضارة اليونانيّة. وهي في غالب الأمر ثلاث طبقات في شتّى أرجاء اليونان. وأمّا بالنسبة لطبقة السبارتيز السليمين , فلم يكن لهم أسلوب حياة فاخر أو قوي المعنى مثل البقيّة من المدن الأخرى.
الثقافة في إسبرطة
تتأثر الثقافة الإسبرطيّة حول تفانيهم بمهام الجيش والخدمة العسكريّة. ونتيجة لذلك فقد تطورت مهاراتهم القتاليّة.على سبيل المثال , فقد كانت اسبرطة المدينة العسكرية الوحيدة في اليونان. وكان يطلب من كل شخص ولد فيها الإلتحاق بالخدمة التقشّفية العسكرية.
كما يتسنى لكل مولود فيها العيش في أسلوب حياة منظّم وبعيداً عن الفوضى والعشوائية. بالتالي المحافظة على القوة العسكرية المتصاعدة في حدودها.
حيث كانت ثقافة المدينة تدور حول المسائل التي تتعلّق بالمهارات القتاليّة أكثر منها الحياتيّة والإجتماعية. بالتالي انتابها بعض الغموض في العالم القديم.
مجلس الشيوخ
كان يطلق على شيوخ سبارتا باسم الجيروسيّة. حيث بلغوا 28 عضو تحت قيادة الحكومة.ويتطلب الانتساب لعضوية الشيوخ (جيروسية) تحقيق بعض المعايير والشروط الإستثنائية. بالتالي يخضع العضو للتصويت من قبل المواطنين.
بالإضافة إلى الحد الأدنى من العمر للشيوخ والذي يجب أن لا يقل عن 60 عام. وأن يكون اسبارتاتي سليم الدماء والعرق.
الخلاصة
- اسبرطه هي مدينة يونانيّة قديمة شهدت مهدا من الحضارات العالمية الأولى.
- كانت تتصف بالقسوة في تأهيل شعوبها لحماية حدودها.
- خضعت لحكم ملكي في 227 قبل الميلاد.
المراجع
- كتاب esparta/the ultimate greek warriors.