عثمان الأول بن أرطغرل : أصول الأتراك

عثمان الأول بن أرطغرل هو قائد تركي تعود أصوله إلى قبائل كانت تمكث في تركستان . وهي المنطقة الممتدة من هضبة منغوليا وشمال الصين إلى بحر الخزر(بحر قزوين).

وتعود أصوله إلى عشائر الغز التي سميت بعد ذلك بالترك أو الأتراك.

 

 

الهجرة الجماعيّة

نتيجة لبعض الظروف التي عمّت منطقة تركمانستان آنذاك , قررت بعض العشائر الأهلية الخروج منها. حيث بدأت تتوالى عمليات النزوح في القرن السادس ميلادي. إلى أن استقرت هجراتهم الضخمة في آسيا الصغرى.

يعزى بالعديد من الأسباب وراء هجرة الأتراك, فبعض المؤرخون يسندون ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة نظراً لازدحام المنطقة وتكاثر النسل. والبعض الآخر يسند ذلك إلى تعرضهم لضغوط سياسيّة من القبائل التركمانيّة دفعتهم للنّزوح منها خارجاً.

حيث لم تكن عشائر الغز منفردة في وجودها , حيث كان بعضها يفوق قبائل المغول عدد وعدة. مما دفعها النزوح إلى نهر جيحون ثم استقرت في طبرستان وجرجان.

 

 

أصل بني عثمان

اختلف المؤرخون حول سلالة آل عثمان والتي تفرع منها عثمان الأول بن أرطغرل. البعض نسب هذه العائلة إلى سلالة عيسى بن إسحاق والبعض الآخر نسبها إلى طائفة بني قطوره.

بالتالي عزز كل مؤرّخ منهم السّندات التي تؤيد مذهبه. لكنهم أجمعوا على أن عائلة آل عثمان ذات نسل الأشراف من العشائر الإسلامية.

بذلك نعتبر أن جد آل عثمان سليمان شاه أتى بجماعته عام 1200 ميلادي سنة 621 هجرية. حيث استقر في صحاري أرمينية الكبرى.

مكثت القبيلة قرابة سبع سنوات , وتخلّل وجودها اشتعال حرباً بين الخوارزمي وعلاء الدين سلطان قونية بالإضافة إلى كبير السلاجقة.

بالتالي انتهت الحرب في الوقوف جانباً إلى السلطان علاء الدين حتى انتصر على أعدائه.

في عام 628 هجرية أراد سليمان شاه مغادرة أرمينية قاصداً عربستان ومات غرقاً أثناء عبوره نهر الفرات ودفنته عشيرته بالقرب منه في منطقة مزار الأتراك.

 

أبناء سليمان شاه

ترك سليمان شاه عقب وفاته أربعة أولاد وهما سنقور تكين وكون طوغدي و أرطغرل ودوندر. وأما بالنسبة ل سنقورتكين وكون طوغدي, فقد عادوا لناحية الشرق.

بالتالي بقي دوندر أرطغرل (عثمان الأول بن أرطغرل) في المنطقة, وقاد الثاني منهم أشدّ وأقوى المعارك. حيث بدى ذلك أثناء مساندته السلطان علاء الدّين ضد أعدائه.

 

عثمان الأول بن أرطغرل

هو السلطان عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه وهو من أصول السلطنة السنّية والتي امتدت لتصل إلى خمسة وثلاثون سلطاناً من بعد حُكمه.على سبيل المثال فقد لقيت دولته العز والفخر بين أمم الإسلام, وطغت عليها البهجة والوقار لما أتته من فعال وأعمال كاسرة توّجها تاريخ السّلاطين الحقيقي لدولة الإسلام.

 

حياته

الطيب سلطان الأول , السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل. ولد في عام 656 هجري, وخلَف والده بعد أن توفّى في قيادة جيش عشيرته.لقد شهد يوم ميلاده اجتياح مدينة بغداد من قبل المغول مما خلّف فيه العزيمة والإصرار على استلام العهدة من أبيه ومحاربة كافة أنواع الغزو للمسلمين.

عاش حياته مصاحباً مصافياً للسلطان علاء الدين, وساعده في افتتاح مجموعة من المدن والقلاع المنيعة. وبعد موت الدولة السلجوقية تم مبايعته على حكم السلطنة في عام 699 هجري.

اشتهر عثمان الأول بن أرطغرل بكرمه وعطائه للشّعوب الإسلاميّة. فقد عمل على إحاطتها بكافّة سبل العيش الرّغيدة وعمل على حصانتهم من غزو القياصرة والبيزنطييّن.

 

قيام الإمارة العثمانيّة

تولى أرطغرل زعامة الإمارة من أبيه بعد وفاته , وقُدّر استلامه لسدة الحكم في الرابعة والعشرين من عمره. بعد أن بدأ بالتخلّص من أولى معارضي حكمه حتى ممّن هم أقرباؤه.

بالتالي كان وصوله للحكم لاسلمي وقائداً لمعارك عديدة في مناطق متنوعة من قارة وسط آسيا. والتي شهدت نزاع على الحكم من أعمامه وأقاربه.

تحدّدَ نفوذ الدولة العثمانيّة لأسبابٍ عديدة أهمها التوفيق بين المذهبين الشيعي والسني. بسبب انتشار خليط إسلامي مشترك في مناطق شرق آسيا.

وعلى حسب قول المؤرخين , فقد كسب أرطغرل نفوذه من خلال تقريب أواصر ووجهات مزيج من الفكر الإسلامي ساعدت في مد بساط الدولة العثمانيّة. على الرغم من أن الحقائق التاريخيّة تشير إلى أنها إمارة سُنّية وتخالف بدورها الميول والمعتقدات الشيعيّة.

بالتالي فقد كان ذلك حصيلة هجرات متراكمة من قبائل التركمان واستقرارها في الأناضول وعلى مقدمتها سلاجقة الروم. والتي لقيت خدمتها من قبل آل عثمان.

لقد كان لحضور آل عثمان دور كبير في نجاح الخلافة الإسلامية. وذلك بسبب الموقع الجغرافي الذي كان عائقاً أمام البيزنطيين في الوصول لإمارات الدولة.

بالتالي أظهر عثمان قدرة عسكرية كبيرة في وضع النظم الإدارية لدولته حيث تم التخلي عن بعض المفاهيم القبلية القديمة مقابل الحصول على إدارة مستقلّة في شؤونهم.

كما تظهر أهمية الموقع الجغرافي للإمارة العثمانيّة كونها تقع بعيداً عن المناطق التي ينشط فيها المغول. بالإضافة إلى اعتبارها عصبٌ نشط لطرق التجارة الدوليّة.

 

غزواته الأولى

بعد أن ثبت عثمان الأول بن أرطغرل أقدامه في إمارته, كان لا بد له من الوقوف ضد جبهتين وهما الجبهة البيزنطيّة الشماليّة الغربية. وخطر تقدم الإمارات التركمانية شرقاً.

حيث أبدوا له معارضة كبيرة خاصة الإمارة الكرميانيّة , فقد انشغل في توسيع إمارته شمالاً واتّخذ من سياسته الفتح وغزو المناطق التي هددت إمارته.

بالتالي وصلت فتوحاته بحيرة إزنيق شمالاً حيث حاصر قلعة قولاجة بثلاثمائة مقاتل , والتي تقع بالقرب من جبل أميرطاغ , وتمكن من الإطاحة بها وفتحها.

بعد ذلك تمكن جيش عثمان من فتح قلاع بيله جك ويار و إينه كول شمال سكاريا. فقد حمل منها الكثير من الغنائم. ويعود ذلك إلى حيلته القوية في خوض الحروب.

قبل وقوع معركة بافيوس أرسل عثمان إلى جميع أمراء الروم رسائل تخيرهم بين الإسلام أو الجزية أو الحرب. فأسلم البعض منهم مثل كوسه ميخائيل.

وعندما قرر بعضهم القتال , أقام بعض الصليبيين حلفاً لمحاربة عثمان. وذلك عندما عمل على تطويق مدينة بورصة. وكان على أثر ذلك تطويق الإمبراطور البيزنطي وعزله في مغنيسية.

 

وفاته

لقد عانى عثمان من أمراض داء المفاصل والنقرس , بالإضافة إلى مرض النقرس حيث رجّح عاشق باشا في مؤلفاته أنه كان يعاني من عطب واضح في قدمه.

بالتالي كانت أمراض النقرس ظاهرة وراثية لعائلة آل عثمان. ورجح المؤرخون وفاته بسبب هذا المرض.

عاش أرطغرل تسعون عام وتوفي في عام 680 ودفن بمدينة سكود تاركاً من ورائه ثلاثة أبناء وهم : عثمان بك , و ساوجي بك وكندوز بك.

 

 

المراجع

  1. ^ كتاب تاريخ سلاطين بني عثمان.
  2. ^ مقتطفات من كتاب صفحات من التاريخ الإسلامي(كتاب الدولة العثمانيّة).
  3. ^ موقع ويكيبيديا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *